-->
اكتب ما تود البحت عنه و اضغط Enter

الثلاثاء، 28 أبريل 2020

سلسلة انهيار الشركات : 2 بلاك بيري BLACKBERRY



بلاك بيري العملاق الكندي

سلسلة انهيار الشركات  :  2  بلاك بيري BLACKBERRY



لا احد سيشكك ان قلنا ان بلاك بيري واحدة من الشركات الحديثة العهد بمجال التقنية
 و الهواتف، بالمقارنة مع شركات اخرى كان لها باع طويل و متواجدة في السوق قبل سنوات من ظهورها مثل شركة موترولا او نوكيا .

 شركة بلاك بيري فرضت نفسها في وقت وجيز في سوق الهواتف بسبب ماقدمته من تقنيات جديدة، والتي كانت تركز في خدماتها للعملاء على الامن والحماية بالاضافة الى جودة  في التصنيع.

في فترة من فترات الذروة  سيطرت بلاكبيري على 50 في المائة من السوق الامريكي، وعلى 20 في المائة من الحصة السوقية في العالم ، حتى اصبح اسم الشركة على فم الكثرين ومن لم يمتلك هاتف من من هذه الشركة كانه لا يمتلك شيئا.

صحيح ان جوالاتها كانت  تستخدم من فئة محدد وهي فئة رجال الاعمال واصحاب الشركات وكذا الطبقة السياسية والحكومات ، الا ان هذا لم يمنع من انتشارها بين كل طبقات المجتمع بسبب تقديمها لخدمات رائدة في وقتها كتطبيق BBM  ، والذي سبق ظهوره عدة تطبيقات معروفة حاليا واتساب على  سبيل المثال.

قبل ان اتطرق الى مرحلة انهيار الشركة لا باس ان نعرج ولو بلمحة قصيرة عن تاريخ الشركة و بداية التاسيس.

البدايات الاولى للشركة:

سلسلة انهيار الشركات  :  2  بلاك بيري BLACKBERRY





تاسست شركة بلا بيري سنة 1984 تحت مسمى RIM " " "ريسرش أند موشن"  علي يدي طلاب في القطاع الهندسي ، وكما هو الحال بالنسبة للطلبة فقد اشتغلو في عدة شركات مختلفة  كشركة موترولا وغيرها  كمتعهدين حياديين.

الشركة لم تكن تظم موظفين كثر في وقتها، واعمالهم جلها كانت في تطوير البرمجيات المختلفة ، من الحماية الى مونتاج الفيديو، ورقم اعمالهم ظل صغيرا  كحال باقي الشركات الناشئة وقتها.

 1989 سنة  جاءت اولى  القررات الاجابية التي غيرت توجه الشركة الى قطاع الهواتف، خاصة بعد حصولهم على عقد مع شركة " روجرز للاتصال "، وهي معروفة في كندا وتعد واحدة من اضخم الشركات هناك، العقد مع شركة هم حول ايجاد سبل التواصل بين مستخدمي الشركة نصيا وليس صوتيا كما كانت الامور متداولة وقتها.

ولان شركة ريم وقتها كانت قد راكمت تجربة كبيرة في تطوير تقنيات الرسائل النصية، ومع مرور الوقت ركزت مجهودها في هذا الاتجاه وسنة 1996 طرحت اول جهاز لها "انتراكتيف" وتلتها اجهزة اخرى لتتراكم مع مرور الوقت التجارب والخبرات في هذا المجال .

سنة 1999 تم انتاج اول جهاز يحمل اسم : "BlackBerry"  والذي جاء اسمه تشبيها لحبات التوت الاسود  لان  ازراره  تشبه شكل حباة التوت الاسود. 



وبعد سلسلة من الاجهزة المتلاحقة من بلاك بيري والتي ضمت خدمات متعدد كارسال الرسائل واستقبالها ، وقراءة النصوص والبريد الالكتروني ، الا ان هذه الاجهزة  فقدت  اهم ميزة وهي التخاطب الصوتي جعل منها اجهزة ناقصة او لنقل معاقة وغير فعالة.

في مطابخ شركة ريم كانت تجهز اولى  الجوالات والذي حملت اسم  بلاك بيري 6210 بلوحة مفاتيح كاملة مع القدرة على الاتصال بالانترنت وتصفح الاميلات بشكل فوري،  وهذه الميزة لم تكون متوفرة في وقتها.



اتبعتها الشركة بعدة جوالات و نسخ محسنة طوال سنوات لاحقة. الى ان بدأت الشركة تكتسب صيتا وصدى بين الشركات ، وبدات ببيع تراخيص لبرءات الاختراع الخاص بالرسائل النصية للشركات الاخرى.

الشركة حافظت على مر السنوات على نفس تصاميم اجهزتها المعروف ولم تدخل عليها اي تحسينات تذكر اللهم تحسينات طفيفة غيرملاحظة ، و ركزت كل مجهوداتها على تطوير خدماتها النصية والحماية  لانها في الاساس كانت تركز على قطاع الاعمال واهملت مطالب باقي المستخدمين.

ولان الشركة طورت تطبيقاتها على نظام مغلق المصدر و المطور من الشركة نفسها، قبل عقدين من الزمن والذي بدوره لم يشهد اي تغييرات كبيرة او تحسينات تذكر، لان في اعتقاد الشركة انها قادرة على ابقائه مغلق المصدر مع تطويره ببطئ وابقائه امنا، هذه الفلسفة خلقت مؤقتا عقود كثيرة مع شركات وحكومات ومنظمات للثقة التي حظي بها نظامها الامن.

ظلت الامور تسير وفق ما تشتهيه الشركة وحققت سنة 2005 مبيعات فاقت  1 مليار دولار امريكي وتغلبت على كثير من الشركات التي سبقتها في الميدان، و توالت نجاحات الشركة عاما تلو و الاخر واصبح اسم بلاك بيري مرادف للفخامة وريادة الاعمال.
سلسلة انهيار الشركات    2  بلاك بيري BLACKBERRY



سنة 2007 ومع بلاك بيري بولد وستورم  واجهزة اخرى وعكس كل الشركات الهواتف  في العالم حققت بلاك بيري 6 مليار دولار، رغم صدور هاتف ثوري جديد وهوالايفون والذي سيقلب موازين القوى في ما بعد.

ثقة بلاك بيري واستهزائها بخصومها كان تتزايد عاما بعد حتى انها هاجمت شركة ابل في اعلانتها وسخرت من جهازها الايفون . هذه الثقة العمياء هي التي جعلت الشركة لا تفكر في الاستثمار في تطبيقاتها وتطوير نظامها ليواكب التطورات الاحقة.

وبالفعل حققت الشركة ارباحا خيالية وصلت الى 11 مليار دولار سنة   2009  و 20 مليار دولار في 2011 مما اعطى للشركة اشارات وانطبعات بانها لن تتباطئ اذا كملت على نفس الاستراتيجية المتبعة منذ عقد من الزمن. ظلت الوضعية على ما هي عليه وتسيدت السوق  لفترة ليست بالقصيرة بانتاج  نفس الاجهزة من نفس النمط.

2013  بداية الركود في الشركة

بدات شركات جديدة تتسيد السوق وظهور جيل جديد من التفكير، يتمحور اغلبيته  على بيئة التطبيقات والاجهزة ذات الشاشات الكبيرة الحجم، فغدت شركات مثل سامسونغ و اتش تي سي وال جي اولى الخيارت عند المستعملين .

 حاولت بلاك بيري تقديم خيارت اخرى وانتجت نسخ جديدة  من هواتفها، مثل  كيو 10 وزيد 10 مع تحديث كبير للنظام بلاكبيري 10، هذا الرد لم يكن في المستوى لان الشركات المناسفة  في هذه الفترة كانت قد حلقت بعيدا مع اصدارات هواتفها، فشركة ابل مثلا اصدرت جهازها ايفون 5 اس وايفون 6 وسامسونغ اصدرت اس 6  مما لم يعطي اي فرصة لبلاك بيري للمنافسة على السوق. ولم تحقق الشركة من الجهاز سوى 100 الف وحدة مباعة في حين كانت التوقعات بيع مليوني وحدة.

في وقت لاحق اصدرت الشركة اجهزة اخر مثل زيد 13 وزيد 5 وكيو 5  ورغم انهم حققو مبيعات لا باس بها تجاوزت 5 مليون الا انها لم تلبي تطلعات المتابعين، وتزامن اصدارتها  مع تحالف شركة نوكيا وميكروسفت والذي اخذوا الكثيرمن الاهتمام واحدثوا ضجة في العالم بسبب ضخهم لكميات كبيرة  من الهواتف في السوق. اضف الى ذلك اصدارات الشركات الاخرى والتي التهمت السوق بالكامل.

سنة 2013 واصلت ارباح الشركة الانخفاض ووصلت الى النصف ، مما حدا بالشركة الى اتخاذ قرارت عاجلة لتقويم الامور المستجدة ، فمع تغيير الرئيس وضخ دماء جديدة في القيادة ونهج سياسة اكثر تفتحا .

قامت الشركة بانتاج هواتف جديدة على نفس النظام القديم في رغبة منها استعادة جمهورها وشعبيتها، ثم تلتها اجهزة مثل الباسبورت والذي لفت انتباه المستخدمين بسبب شكله المميز والجديد كليا، الى ان النظام وبيئة التطبيقات المحدود كانا  دئما عائقا امام الاجهزة  المقدمة اضف الا ذلك ان المستخدمين لم يتعودوا على الشكل المربع فالسائد هو الشكل الطويل وحجم الشاشة الكبير.


رغم محاولتها المتكررة للعودة الى السوق الا انها لم تستطع التالقم مع المستجدات والنوازل الجديدة وتابعت الشركة خسائرها في ظل الاصدارات الناجحة للشركات الاخرى، و وصلت الحصة السوقية الى 5 مليار دولار وبدات الارباح تتضائل شيئا فشيئا حتى ان الشركة عرضت بيع كل اصولها والخروج من السوق نهائيا.

النتيجة والاستنتاج

ككل الشركات التي لا تتكيف  مع الوقائع الراهنة والمتغيرات المتسارعة فقدت بلاك بيري الكثيرمن شعبيتها بسبب بطئ واخطاء في اتخاذ القرارت .
فالنظام المغلق والاهتمام بالحماية على حساب  عدم تطوير تطبيقات كما في الانظمة المنافسة ساهم بشكل كبير في انخفاض واندحار شركة بلاك بيري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صمم وكود بكل من طرف فهمنا