-->
اكتب ما تود البحت عنه و اضغط Enter

الأحد، 3 مايو 2020

سلسلة انهيار الشركات: 3 كوداك الانهيار المحتوم

سلسلة انهيار الشركات 3 كوداك الانهيار  المحتوم

كوداك الانهيار  المحتوم


هل تتخيل شركة عمرها 130 عام تنهار بين عشية وضحها
نعم انها شركة كوداك عملاق التصوير الفتوغرافي والجبل الذي لا تهزه الريح كما كان يعتقد.

كيف ومتى انهارت الشركة .


قبل ان ادخل في الاحداث  الدرمية لانهيار الشركة لا باس ان نعرج على العصرالذهبي الذي عاشته منذ سنوات و الى غاية سنة 2012 اي عام اعلان الافلاس.

تاسست شركة كوداك سنة 1892 و اختارت لنفسها شعارا بقي راسخا في اذهان الكثرين  وهو Share Moments. Share Life شارك اللحظة شارك الحياة.

الى عهد قريب ضمت الشركة  تحت سقفها 140 الف موظف وعامل، واستحوذت على نصيب الاسد في سوق الكاميرات ، ولكن قبل ان تتسيد على السوق واجهت  عدة عقبات اغلبها كان في السنوات الاولى  لنشأتها.


حيث ظلت الشركة تعمل بنظام الابيض والاسود لمدة سنوات قبل ان يقرر جورج ايستمان
الانتقال الى نظام الالوان ، تطلب الامر منه عشر سنوات قبل ان يتخذ هذا القرار بالانتقال.

كانت استراتيجية الشركة هي بيع الات التصوير بسعر رخيص  بينما تبيع الافلام  و الاشرطة بسعر مرتفع نسبيا لتحقق عائدات ضخمة من هذة الاستراتيجية حيث شكل بيع الافلام  70% من ارباح الشركة ، وهكذا اعتمد تطوير الكاميرات على قدرتها في استهلاك الاشرطة والافلام.

بقيت كوداك في القمة رغم دخول منافسين جدد كشركة فوجي فيلم والتي تبنت استراتيجية مغايرة وهي بيع الكل بسعر زهيد مقابل ارباح قليلة، وهي استرتيجية رائعة حققت ناجات كثيرة لفوجي ، الا انها لم تستطع ان تزحزح شركة كوداك في ذاك من على عرشها نظرا للثقة التي اكتسبتها من زبنائها الذين تعودو على جودة منتجاتها، حتى في ظل السعر المرتع مقارنة مع شركة فوجي.

كيف بدأت شرارات الاندحار







 كان عام 1970 ظهور اول كاميرا رقمية بدون فلم، هذا الاختراع ظهر على يد واحد من موظفي الشركة وهو ستيفان ساسون، عندما قام بعرض ابتكاره على مدرائه في الشركة نال ابتكاره اعجابهم، الا ان استريتيجية الشركة المتبعة حالت دون قبول ابداعه،  حيث كما قلنا انها كانت تعتمد على بيع  الافلام  وليست الكاميرات، وبما ان الكاميرا الجديدة ستقضي على دخل الشركة فقد تعاملوا مع الامر بتخوف شديد  مما حذاهم برفض الفكرة وكان جوابهم: مذهلة انها كاميرا رائعة لكن لا تخبر احدا عنها.

كانت هذه هي الفرصة الاولى نحو التغيير لكن عدم استشراف المستقبل والتقيد باسترتيجية واحدة عبر سنوات حالتا دون تغيير حقيقي نحو مستقبل افضل. اضف الى ذلك تزمت الشركة مع اي اقترحات اوابتكارت جديدة وكان اسلوبها هي الامر  و الباقي ينفذ، فغاب الابتكار والنصح داخل المؤسسة وتحاشي الموظفون تقديم التقارير والدرسات بخصوص  ضرورة الانتقال الى الكاميرات الرقمية خوفا على مقاعدهم .

ابتداءا من تسعينيات القرن الماضي بدا الارهاق يظهر على الشركة خصوصا بعد انتشار الكاميرات الرقمية الصغيرة الحجم والكبيرة الاداء، و واصل اداء الشركة الانخفاض ورقم معاملتها انحصر شيئا فشيئا، وعام 2004 اختفت الشركة من قائمة ثلاثين اعظم شركة امريكية .

في مرحلة متاخرة بلغ سهم الشركة في بورصة وول ستريت دولار واحد وعام 2012 اعلنت الشركة افلاسها بعد تاريخ كبير حققت فيه الشركة الكثير في مجال التصوير.

خلاصة :

هناك دائما نقطة تحول في حياة الشركات ، هذه النقطة ان استغلتها جيدا وفق مخطط واضح ومدروس وسريع في آن ربما غد تنجو من التغييرات الطارئة، شركة كوداك سنحت لها فرصة كبيرة لتغيير الوضع الا ان التخبط واعتماد الشركة على الطرق التقليدية في التسيير، واهمالها الابتكار و دراسة تغيرات السوق، خصوصا مع دخول لاعبون جدد الى السوق من امثال شركة فوجي....

 ومع ان الشركة دخلت في استحواذات على شركات صغيرة في اواخر سنواتها من اجل تدارك ما فاتها في عالم اتكولوجيا التصوير  الرقمي، الا ان المحاولات كانت بطيئة وذابت هوية الشركة مع كثرة الاستحواذات ولم تستطع اللحاق بركب التطور الى ان اعلنت الافلاس كما وسلف الذكر سنة 2012.











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صمم وكود بكل من طرف فهمنا